Thursday, February 28, 2019

الجهاد في سبيل الله

الجهاد من الجهد و معناها تحمل المشقة في الوصول إلى الغاية. و قد يكون مع النفس إذا أبت أن تقوم بالطاعات و تترك المعاصي ، فيجاهد عليها. و الجهاد أنواع .و كل نوع له وقته و مناسبته. فقد يجب واحد على الجميع و قد لا يجب.
وقد ينقسم الجهاد باعتبار الوسائل إلى ثلاثة أقسام:

1- الجهاد باللسان. و هو الدفاع عن الإسلام و المسلمين بالكلام و الفصاحة والبلاغة. وهذا الجهاد قد يكون أبلغ و أنفع من الجهاد بالسيف أحيانا. و يجب هذا الجهاد على العلماء و الدعاة و ذوي الرأي ، خاصة في زمن الفتن و البلايا و انتشار المعاصي . فعليهم أن يجاهدوا بألسنتهم ضد الطغاة و الظلمين ، حكاما كانوا أو محكومين و لا يخافوا في سبيل ذالك لومة لائم. و قد ورد في الأثر ، أن أشد الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر. و هذا النوع من الجهاد، ما تحتاج إليه الأمة في هذا الزمن أكثر بكثير من غيره. و هذا النوع أيضا هو الذي يكون سببا و وسيلة لإنجاز الجهاد الأعظم (الجهاد بالسيف). فهما وسيلة و غاية. و لا يمكن للناس أن يخرجوا إلى الجهاد بالسيف دون أن تقوم فرقة بينهم بالجهاد باللسان.

2- الجهاد بالقلم.هو أيضا كاالجهاد باللسان. و يستعمل هذا الجهاد ، لسد عدوان المبتدعين و المستشرقين و الظالمين  الذين يريدون أن يشوهوا سمعة الإسلام و المسلمين. فعلى العلماء و المثقفين من المسلمين أن يأخذوا الأقلام و يصنفوا و يؤلفوا . و لو لا التأليف و التصنيف من السلف الصالح و من بعدهم ، لضاع الدين و للعب المبتدعة دورهم في تزوير الدين و تحريفها.و لكن رحم الله الأمة ، فأخرج لها رجالا يدافعون عنها في كل مجال. فصنفت الأحاديث و شرحت و رد على المبتدعة بالقول و القلم و بقيت آثار الإسلام للخلف ، فلله الحمد و له الشكر . و رحم الله السلف فقد أنقذونا من الهلاك ، فلو لا هم لما عرفنا الصالح من الطالح. و لذا يجب العلم على المسلمين كلهم ، من استطاع إليه سبيلا.

3- الجهاد بالسيف و السلاح. و هذا هو الأشهر من بينهم. و هو أفضلهم على الإطلاق إلا في بعض الأحيان. و هو الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ذروة سنام الإسلام. و الجهاد في سبيل له فضل كبير عند الله تعالى. فقد قال تعالى و هو يتحدث عن المجاهدين و الشهداء ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة) فهذا الجهاد إن كان خالصا لله دون رياء و لا طلب شهرة، فليس له جزاء إلا الجنة التي وعدها الرحمن. وقد ورد في الأثر أنه لا يطلب أحد أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد، يريد أن يرجع ليقتل مرة أخرى ، لما يرى ما له عند الله من الأجر و الفضيلة. و قد تعطل هذا النوع من الجهاد في هذا الزمن. فتسلط الكفار على بلاد المسلمين،  يقتلون شبابها و يفتنون نسائها و يحرفون دين صغارها و يسجنون علمائها و مثقفيها . و شرف الأمة كان بقوتها و جهادها ، فلما تركت الجهاد أذلها الله بين الأمم ، و أصبحت تراع كالأغنام بعد أن كانت ترعى الأمم. و الجهاد الدفاعي فرض عين 
على الجميع.  فلو هاجم علينا الكفار ، يجب على الجميع أن يدافعوا عن الإسلام و عن أعراضهم و أراضيهم.

والعجب أن المسلمين أصبحوا ينكرون الجهاد أكثر من الكفار. فمن تحدث عنه حبس و من قام به قتل. و الكفار قرقونا و شغلونا عن الجهاد بالدنيا ثم استولوا علينا وعلى بلادنا واحدة تلوا الآخر. و كلما هاجموا على بلد اشتمتت به الأخرى و كأنها مقربة إليهم. ثم عندما تفرغوا من الأولى استولوا على  الثانية وهكذا. حتى أصبحت بلاد المسلمين كلها تحت قبضتهم ، فأزالوا الخلافة و دمروا الأخلاقيات و حرفوا التاريخ. و يسعون دائما أن لا تقوم للإسلام و المسلمين قائمة. و هم دائما يناقشون المسلمين على الجهاد و أنه إرهاب ، مع أن مقصد الجهاد ليس القتل فقط بل المقصد الدفاع عن الإسلام و إبلاغ الرسالة.

وهم يصفون المسلمين و الإسلام بالإرهاب و الإرهابيين ، مع أنهم هم الذين يفسدون الأرض و يقتلون الأبرياء شرقا و غربا. و يسعون في الأرض فسادا. فيا للعجب و الحيرة ، كيف الطاغية أصبح محقا على طغيانه و المدافع عن نفسه أصبح متهما بالإرهاب.
فعلى المسلمين أن يرجعوا إلى دينهم و جهادهم ، وليعلموا أن العزة تحت ظلال السيوف. و ليعلموا أيضا أنهم مهما صنعوا ، لن ترضى عنهم اليهود و لا النصارى حتى يتبعوا ملتهم. ضاعت منا القدس و فلسطين و أفغانستان و عراق و الشام و غيرها. فمتى نستيقظ و متى نتعظ و متى نكون رجالا يدافعون عن أعراضهم و محرماتهم.

و ليعلم الحكام أنهم لا يساوون عند الكفار بعرة. و أن العزة و الشرف لا يحصل عليها و لا يسعى لها إلا الرجال. فليكونوا رجالا يدافعون عن الشرف و الكرامة ، و إلا فلتيركوا الحكم لمن هو أقوى منهم و أشجع.
و أخيرا أقول الجهاد فرض و فضيلة. و ما تقوت الأمة و فاقت الأمم إلا به. و من يريد العزة و الفضيلة فعليه أن يخيف أعدائه و يهابوه. و ترك الجهاد ذل و هوان و خذلان و ذنب كبير عند الله تعالى.

والسلام

No comments:

Post a Comment

شكرا على التعليق

كن شجاعا ....

. الشجاعة محمودة و الجبن مذموم . يطلب من الانسان أن يكون شجاعا في أقواله و أفعاله و حركاته و سكناته و عزائمه و تفكيراته و تدبيراته. الشجاعة ...