العقل نعمة من نعم الله تعالى على البشرية. فهي أداة إلى الخير و إلى الشر كذالك. و هي مما تميزه عن الحيوانات. فالإنسان بعقله فإذا فقد العقل فلا فرق بينه و بين البهائم. 
و العقل  سلاح ذو حدين , يقود الإنسان إما إلى الخير و إما إلى الشر .فإذا كان العقل تابعا منقادا للكتاب و السنة  ينتهي بصاحبه إلى الخير و يسلك به سبل النجاة و السعادة.و إن كان غير ذالك يهوي به إلى درك الأسفل من الجهل و النار -والعياذ بالله-.
و ما من شئ في الكون إلا و يحتاج إلى النصفية و التنظيف . و من ذالك العقل يحتاج- ضروريا- إلى التصفية. لا بد من صفائه من الشبهات و الوساوس الشيطنية التي لا علاقة لها بالدين. و كذالك لا بد أن يكون عقلا حاضرا غير متخلف. ومن فال أنه حر بعقله, فإن كانت الحرية في دائرة الإسلام فصحيحة , و إلا فباطلة و سخيفة. فعقل يبعدك عن خالق العقل حري بأن يوصف بالسفاهة و الغباء.
و لا بد أيضا من تصفية العقل من الأفكار الخاطئة ألتي ابتليت الأمة بها في هذا العصر , من التكفير و التبد يع و الإغتيالات و ارتكاب المحرمات و ترك الحجاب و غير ذالك من البليات الي تموج كموج البحر و تكاد تنقض على الأمة جمعاء.
لا بد للعقل من أن يكون متبعا و ليس بأساس. فالأصل و الأساس هو الكتاب و السنة , والعقل تابع لهما. فتقديم العقل يسبب التدهور الذاتي . لأن قدرات الإنسان محدودة و فهمه محدود. و قد تأتي عليه بعض المشاكل ألتي لا يستطيع أن يحلها , فيحار فيها  و يصبخ في تيه مستمر, مما يؤدي إلى هلاكه في الدنيا و الآخرة.
و أما إذا كان العقل متبعا للكتاب و السنة ثم لم يفهم بعض الأشياء تركها لله و علم أنه لا يمكن للعقل أن يدرك كل شئ.
الإسلام لا يمنع من الحضارة و التقدم و نمو العقل البشري و السعي في الإبداعات , بل يحرض على ذالك . و يأمر المسلمين بالتقدم و ينهاهم عن التقاعد و التكاسل و يمدح العقلاء على ذالك. و لكن البلية كل البلية أن يدعي أحد أنه يمكن للعقل أن يفهم كل ما في الكون و أنه لا يحتاج إلى الكتاب و السنة.و مع ذالك فهو يذهب إلى المدرسة ليتعلم أمور دنياه , فيا للعجب يحتاج إلى من يحكم عقله في أمور دنياه و لا يحتاج إلا ما يستند إليه في أمور  آخرته؟ هذه و الله هي السفاهة العظمى.
فلقد ضل أقوام بسبب عقولهم الفاسد , ختى بلغ بهم الأمر إلى أن جحدو الدين و تركو شعائر الإسلام . هم يظنون أنفسهم مثقفين علماء. مع أنهم في الحقيقة جهلاء .و زعم البعض بجهلهم و غفلتهم بأنه ليس هناك ذات إلهية خلقت الكون. و أن الكون صائر بلا مصير . و أن كل ما تراه من جمال الخلق موجودة بلا خالق . و هم مع ذالك متفقون على أنه لا يمكن وجود شئ في هذا الكون إلا بوجود الصانع.
عبدو المخلوق و عصوو الخالق و صدق قول الله فيهم "" أم يحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إنهم إلا كالأنعام بل هم أضل  "".
 فهم جهلوا أبسط الأشياء , وجهلو أن الخلق يدل على الخالق , وأنه لا يمكن لهذا الكون الكبير الهائل أن يقوم إلى قيام الساعة إلا بقوة خارقة لا يمكن  أن يتصورها البشر , وهي قوة الإلهية -تعالى عما أن يقول علو كبيرا-.
و بعضهم يدعون الإسلام , ومع ذالك يؤمنون بأن العقل هو الأساس. مشكلتهم أنهم يريدون  استحلال المحرمات فقط. لأنه ليس هناك خير في الدنيا و الآخرة إلا و الإسلام يأمر به و ما من شر إلا و الإسلام ينهى عنه. فماذا يريد هؤلاء من قولهم ""الإسلام لا يتطابق مع العقل إذا؟؟" و هل كان الله لينزل كلاما لا يفهمه أحد , ثم يحاسبنا على ذالك؟ هم زنادقة و ليسوا من الإسلام في شئ.
على المسلم أن يصفي عقله من الترهات و الخرافات و يستعين بالذكر و الدعاء و قراءة القرآن و كثرة المطالعة لكتب العلماء الأبرار.
ليكن عقلك حاذا لئلا تنقاد إلى الهلاك . يسمونه لك بتسميات رائعة كالحرية و التقدم و غير ذالك. وما هو إلا إضاعة المال و العمر و العقل و هلاك النفس. ليسعك دينك و ليكفيك كتاب ربك. تمسك بهما تنجوا في الدنيا و الآخرة . و إياك و الأباطيل و أهلها. لا تصاحبهم و لا تجالسهم و لا تقرأ كتبهم. و إن ناقشوك فاثبت على دينك و اعلم مهما بلغ علمك فإن دينك هو الصحيح و ما سوى ذالك باطل.
فإذا شككت في أمر أو جارتك معضلة فلا تشك في دينك. و لم عقلك و علمك و سارع إلى أطباء الدين و علمائها ليعالجوك من وساوس الشيطن. و لتدع ربك بالتوفيق. فإن الزمن زمن الفساد و الاختلاط بين الحق و الباطل.
والسلام
 
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق