لا يجوز شرعا و عقلا و نقلا و قانونيا قتل أحد بغير ذنب مسلما كلن أو كافرا. فمن فعل ذالك بواحد فكنما قتل الناس جميعا. و لكن الذنب يتفاوت بين قتل المسلم البريئ و الكافر الذمي. و كلهما و إن اشتركا في الحرمة و الظلم فقد اختلفا في العقوبة و الذنب و الحساب .
فقد ورد في الحديث ( أن من قتل معاهدا لم يجد عرف الجنة) أي لا يدخل الجنة دون عقاب و يسنجق النار يسبب ذنبه و إن كان مسلما. أما من قتل مسلما عمدا بغير ذنب , فقد ذكر الله في كتابه أشد عقوبة ذكرت فيه . و هي أن الله ينزل عليه غضبه و لعنته و سيخلد في النار و أعد له عذابا عضيما.( و من قتل مسلما متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عضيما). لم تذكر هذه  العقوبات متتالبتا لأحد غير من قتل مسلما بريئا من غير ذنب , ختى الكافر و المنافق لم تذكر له هذه العقوبة.
و قد ورد في الأثر ما معناه( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم) أي لو زالت الدنيا بأكملها فهي عند الله لا تساوي دم مسلم واحد. و لا يجوز قتل المسلم إلا بإحدى ثلاث.1- أن يقتل مسلما آخرا أو ذميا (عند بعض العلماء) عمدا 2- أن يزني بعد أن ذاق نعمة الزواج. يقتل بالرجم 3- أن يرتد عن دينه . و هذه الثلاثة وردت في الأحاديث . و قد فعلها صلى الله عليه وسلم .
وهذه الأشيا التي ذكرناها , لا بد من إثباتها أولا قبل إقامة الحد عليه , بالشهود أو الإعتراف بغير إكراه. فإذا توفت شروط الحد و علم جرمه أقيم عليه الحد و إلا فلا . و في بعضها يستتاب فإن تاب عن الردة لم يقتل. و ما كل هذا إلا حرصا على وقاية دم المسلم من أن يراق.
هذا ديينا الحنيف الذي ينهانا بأن نقتل الأبرياء و الضعقاء و المكرهين ,كفارا كانو أو مسلمين.و عرفنا العقوبة لهذا الأمر كذالك . و قد اتفق العلماء أن من استحل محرما من غير تأويل أو جهل فقد كفر. فيا ترى ماذا سيقول هؤالاء الحكام أمام الله تعالى , حين يسألهم عن سبب قتلهم للمسلمين. حكمو بالقتل من غير دليل و عدموا شباب الأمة و علمائها و حتى لم يفلت منهم الأطفال و النساء و الضعقاء الذين حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتلو حتى و لو كفارا محاربين.
نسمع كل يوم بحكم إعدام وقع على بعض المتهمين بالإرهاب و من ثم تنفيذ الحكم عليهم. و الحجة أنهم اعترفوا عند الشرطة بعد التعذيب الذي آثرو الموت عليه. و الإسلام يبيح الكفر في الإكراه, فما بالك بإقرار أمر يمكن حتى أنه لا يعرف متى وقع وعلى من حدثت له الحادثة. ثم بقتل الأبرياء يتشحع المجرمون . و لذا نجد الإرهاب يزداد كل يوم وعدد الإرهابيين أيضا يزداد بعد كل إعدام. و السبب في ذالك هو ظلم حكام الفجرة الذين لا يعلمون دينا و لا يفقهون رأيا و لا يراعون حقوقا.
فالإرهاب ابن الظلم , فلو قتل شخص بدون ذنب , و له إخوة و أصحاب و من كانوا يحبونه و يعرفون برائته , و الحكومة و قضاتها و ضباطها معرفون بالكذب و الخيانة وارتكاب المنكرات , فسيفكرون في الانتقام ممن ظلموا أخاهم أو صاحبهم أو أبنهم , و من ثم سيولد إرهاب جديد. و هكذا ستظل هذه السلسلة لا تنقطع و تدور إلى أن يوجد عدل بين الرعية و رحمة و شفقة.
و الذنب الأكبر ,أن يقتل شاب مسلم بتهمة , ثم تشوه سمعته و يلعب بعرضه و ترعب عائلته , لأجل كرسي و إرضاء الكفار و المال و الجاه. و ليعلم كل أن هناك من يسمع و يرى و يعلم كل شئ و سيحاسب كل ظالم على ظلمه يوم لا ينفع مال و لا جاه. مما يحزن القلب و يحير العقل سؤال يقول , كيف ترضى نفس حاكم أن يقتل أبناء بلده و يسجنهم و يجليهم من وطنهم و مع ذالك يريد محبتهم و رضاهم و يتسائل لماذا يكرهونني؟؟؟
إن الله ليملي للطالم حتى إذا أخذه لم يفلت. فإلى كل طالم فاجرا, إعلم أن الله حرم الطلم على نفسه و جعله محرما بين البشرية , و إن الله وعد نصرة المظلوم عاجلا أو آجلا و الله لا يخلف وعده. فإن كنت تتقوى على الله فتذكر الظالمين قبلك و كيف دمرهم الله و محى أثرهم و تاريخهم وجعلهم عبرة للمعتبرين. و دعاء المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب. و من لا يرحم الناس لا يرحمه الله.
اللهم ارحم الشهداء في مصر و في كل مكان و أهلك الظالمين و أرنا فيهم قدرتك و بأسك يا عزيز يا عليم.
والسلام.
 
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق