Friday, February 8, 2019

حرية المرأة

هذه كلمة ، كثيرا ما نسمعها من أفواه الكفار و الملحدين و قلة من المسلمين الضعفاء الذين يغترون بالكلام المعسول الذي يقوله هؤلاء.فلننظر معا مدى صحة هذا الكلام.

فالحرية في الإسلام أمر مطلوب و ممدوح بل هو ما جاء به الإسلام،  لتحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده. و الحرية هي أن لا يكون الإنسان عبدا مجبورا ، بل يختار كل شئ بعقله و فكرته ، إذ لو لم يكن كذالك لما حوسب و لا عوقب.
و قد بين الله للبشرية ما فيه خير لهم في الدنيا و الآخرة ، و أظهر لهم سبل الجنة و النار و الإسلام و الكفر. ثم قال ( لا إكراه في الدين) أي علينا الدعوة ، فإذا بلغت الدعوة و لم يسلم أحد فلا نجبره و لا نجادله إلا أن يستحق القتال.
و ظن بعض المسلمين أن الآية تعمهم أيضا، و الأمر ليس كذالك ، فمن دخل في بيت غيره فعليه بالتزام قوانين ذالك المنزل،  و هكذا من دخل الإسلام فعليه ما على المسلمين من الواجبات و السنن و العقوبات إن تركها أو ارتكب المحرمات.
و هو حر باختيار ما يريده من حسنة أو سيئة ، و لو أجبر على شئ لا يحاسب عليه ، لأن الله رفع عن أمة محمد ( النسيان و الخطأ و ما استكرهو عليه) . فالخلاصة أن الأحكام بينة و أن الإنسان عنده قوة الإختيار ، و كل ما يحدث له من نعمة أو نقمة تكون بسبب إختياره بحرية عقله دون إجبار من أحد.

و هذاه هي الحرية الحقيقية ، و ليس هناك نا يسمى الحرية المطلقة ، و لو كانوا يلهجون بها في كل حين ، لأنه لو كان الأمر كذالك لما و ضعو القوانين و العقوبات،  و حتى الفاجر يعرف أنه لا يجوز له فعل ما يفعل و أنه ستحاسبه الحكومة ، مع العلم بأن الحرية عندهم ، جواز فعل أي شئ دون قيد ، و مع هذا قلو خالف القوانين الدولية يعاقب، و يقال فعله بحريته مع علمه بالعقوبة لذا يستحق العقاب.
فيا للعجب لم ينكرون على الإسلام قوانينه و شرائعه و أحكامه و ثوابه و عقوباته؟ و كيف لمن يدعون الإسلام و يعيشون في بلاد الكفار ، يخضعون لقوانين الكفار و يعتقدون أنهم على الجادة المستقيمة ، و أنهم من الذي يوفون ما عليهم من الواجبات تجاه البلد و لا يخالفون القوانين ، و يعلمون ما يحصل لهم من العقوبات إذا خالفوها، كيف لهم أن لا يعرفو ذالك في دينهم؟؟؟؟؟ هذا سؤال بسيط يمكن أن يسأل أي إنسان يعتفد أن الإنسان لبس بحر. فلو كان الإسلام ضد الحرية لأجل ما فيه من الأحكام و الأوامر و النواهي فكذالك الدول التي ينعق هؤلاء ورائها، فهي أشد عقوبة و أنكل على من خالف قوانينها و ليس عندها باب التوبة و العفو و لا الإستغفار.

و العدو لا يعني بالحرية ، عندما يلهج بها بين المسلمين،  الحرية الممدوحة التي هي أن يفكر الإنسان بعقله و يسعى به إلآ الخير و الصلاح ، بل يعنون إفساد المسلمين و خلعهم عن دينهم و إظاهر أن الإسلام يقيدهم و يحبسهم من أن يكونوا من الحضارة في مستواهم ، فياندون البنات أن يخلعن حجابهن و يخرجن من بيوتهن و يتبرجن و يعصين الزوج و الأب والأم، و يصبحن مغنيات و ممثلات و هالكات مهلكات.

و العجب من المسلمين الذين لا يعرفون معنى الحرية هنا، فلو سألت نفسك مثلا لم أتبع ما تقول و  أكون عبدا يجري و رأءك و أترك قول من خلقني و وعدني بالجنة إن أطعته و النار إن عصيته؟؟ و ايضا تسأل الذي يقول أن الحرية تكون بترك الدين و طرحه جانبا لأنه يمنعك من أشياء كثيرة كنت تستمتع بها ( طنا منك ) هلا تركت قوانين بلدك التي تأمرك و تنهاك و تعاقبك لأنها ايضا تمنعك بعضا الملذات التي تحتاجها نفسك ، فلماذا لا تريد أن تكون حرا في تركها و تناديني أن أكون حرا بترك ديني؟؟.
و أيضا أليست الحرية عندهم فعل الإنسان ما يريد دون أي إكراه، فلم يحاربون الدين إذا ، و ماذا عليهم لو أن البنت المسلمة احتجبت و احتشمت و بقيت في بيتها إلا لضرورة  تحتاج للخروج بها؟؟ اليس من الحرية أن يرتدي كل ما يريد؟؟ أم أنه ليس من الحرية عندهم متابعة الدين؟ ؟ فلو خالفت قوانينهم وهم المخلوق يعاقبونك ، ثم يدعونك إلى مخالفة قوانين الخالق جل في علاه،،!!!!.
فيا أيها العاقل و العاقلة ، فكر في هذا الأمر أهم ينادونك للحرية أم ينادونك لتكون عبدا تابعا لهم و للشيطن؟؟. و الجواب عندي هو الثاني، لأن الحرية تقتضي عدم التدخل في شؤون الدين و أن الإنسان حر بدينه لا يعاقبه أحد على ذالك.

ثم قولهم بأن الإسلام جعل المرأة عبيدة ، فهذا كذب و بهتان ومن صدقه فهو جاهل بدينه أو مفتر على ربه. فالإسلام هو الذي حرر المرأة و جعل لها قيمة بعد أن كانت ذليلة مهانة بين الشعوب . فبين حقها في أحسن كتاب أنزل ، و أنزل سورة كاملة باسم النساء ( ولا يوجد سورة اسمها الرجال وهذا فضل للنساء ) بين فيها حقوقهن و ما يجب على الرجال لهن. فالإسلام جعل المرأة ملكة بيتها و أهلها ، و يجب على الرجال كلهم أن يخدموها ، ابا او اخا او زوجا او ابنا، عليهم كل ما  تحتاجه من الدنيا فرضا في كتاب الله.
فيجب طاعة الأمة و الرحمة لها و الشفقة بها و التعاطف معها بكتاب الله كما تجب طاعته و وحدانيته ( وقضى ربك أن لا تعبدو إلا إياه و بالوالدين إحسانا) و في الأحاديث أيضا ( من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك ( كررها ثلاث مرات قبل أن يقول أبوك في الرابعة)) و يجب الإحسان أيضا للزوجة  ، فقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم أن خيرة الرجال من يكون خيرا لأهله ( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي) و هكذا فقد شرف الإسلام الرجال بخدمة النساء حتى وصلو إلى أن يكونوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة  . و لهم اجر كبير في خدمتهن حتى و لو كانت أمة أجيرة.

فبالله تسأل نفسك هل كا هذا موجودا عند من يصرخ صراخ الذئب بالحرية؟ ؟ أم أنه يرى الحرية أن يرمي أمه في بيت الحنانة عندما تكبر ، و يترك رجال الأجانب يعانقون زوجته و بنته و يحدوثنها؟؟ و الله إن هذا الأمر كان يعد من الرذائل حتى عند مشركي العرب و القدماء من اليهود و النصارى.

و من أكاذيبهم أن الإسلام يعذب المرأة عندما يأمرها بالحجاب و التستر . فليعلم الشاهد و الغائب قاعدة عامة شاملة ، و هي أن الإسلان لم يأمر أمرا إلا و فيه خير لنا في الدنيا و الآخرة ، ولم ينه عن شئ إلا لكونه مضرا لنا في دنيانا و آخرتنا. فأمر الإسلام المرأة بالحجاب و قاية لها من أنظار السفهاء و مريضي القلوب، فالحجاب حصن وليس بحبس ، ولذا التحرش و الأغتصاب و غيرها من المفاسد قليلة جدا عند المسلمين مقابل الكفار ، ففي أمريكا يتحرش بإمرة في كل دقيقة و هكذا الباقي و بعضهم تعب من هذا الأمر حتى لا يدري ما يفعله . و الحدير بالذكر أن المحجبات منهن يحترمه كل واحد ،الفاسق و الصالح ، فلا يتحرش أحد بخادمات الكنائس لكونهم محتجابات .و لكونهن بالحجاب أغلقن باب الفتنة التي تغري الرجال بهن. فيا ليت بنات المسلمات أخذن منهن و تركن الممثلات و المغنيات الأتي لا قيمة لهن حتى عندالكفار.

و الإسلام لم يمنع المرأة من التعليم والعمل ، و كيف يمكن ذالك و قد أخذنا كثيرا من ديننا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، و أيضا في الإسلام الأم مدرسة الأولى ، والكل يحب أن يدرس ابنه في مدرسة جيدة ، فلو كانت الأم جاهلة لا تكتب و لا تقرأ فكيف لها أن تعد جيلا يقوم بالأعمال الجلية؟؟ فيجب تعليم البنات مثلما يجب تعليم الرجال أو أكثر . و قد كان صلى الله عليه وسلم يعلمهن و يوصيهن.

فمن أين أتت هذه الكذبة التي تقول " الإسلام يحرم البنات من التعليم و العمل ، لذا لا بد من التخلي عنه".. ؟ هي دعاية كاذبة صدقها كثير من شبابنا و رجالنا و نسائنا ، فلو كنا نعرف ديننا و أحكامها و ما فيها من الأجر لمن علم بنتا واحد فضلا من البنات لما انخدعنا ، ولكنهم عرفوا جهلنا بديننا فاستغلو ذالك و أجبرو بناتنا بأن يرو الإسلام عنفا و شدة و حبسا.
وما ساعدهم على ذالك بعض آباء المسلمين الذين لم يتعلمو في صغرهم فظنو العنف دينا و الشدة اسلام ، فردو البنات إلى ما كن عليه قبل الإسلام من الاستعباد و القول لها بأنها تصلح للمطبخ فحسب. وهذه فكرة فاسدة خاطئة، وليس في الإسلام دليل واحد يدل على وجوب دخول المرأة في المطبخ،  فلو امتنغت لا تستطيع أن تجبرها و تقسو عليها، بل هي من طبيعتها الإحسان إليك فالله خلقها هكذا ، فخدمتها لك من إحسانها عليك ، فالواجب عليك أن تشكرها . ويحرم إجبارها و إيذائها حتى لو كان في رضاعة ولدها.
فهذه هي قيمة النساء في الإسلام ، شريفة عزيزة محصنة حرة. و ليس بعد هذا إلا ضلال و بهتان.. و اعلمي أن ممن يحارب دينك يريد فقط أن تخلعي ثيابك ليلعب بك و بشرفك لا غير، فهو حاسد حاقد عليك ، لأنه لا يثق حتى بزوجته و أمه و بنته لكثرة الفساد عندهم بسبب خلع ثيابهم و تفسيرهم للحرية تفسيرا خاطئا..

و كان آخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم معاملة النساء معاملة حسنة لطيفة (استوصو بالنساء خيرا) و لم يضرب أمرأتا قط بل نهى عن ذالك و أنكر على الصحابة و بين قبح ذالك الفعل ،و نهى عن ضرب الوجه و الضرب الشديد الذي يبقي على جسدها علامات الضرب.

وهكذا فهذا هو الإسلام يريد لها الخير في الدنيا و الآخرة ، أوجب لها الطاعة و فرض عليها الطاعة أيضا لتعيش ملكة في بيتها و بين مجتمعها. و لم يمنع خروجها بدون سبب إلا للحفاظ عليها ، فهي كملكة يقول لا حارسها لا تخرجي إلى الخارج فالعدو على الباب ينتظر خروجك ليعتدي عليك.
وتعليمها واجب دون اختلاط مع الرجال وكذالك العمل. و ليعلم أن من أراد الحرية في غير الإسلام و ابتغى الفضيلة في عير دين الله وظن غيره أرحم من الله عليه ، فقد اتعب نفسه في الدنيا و أهلكها في الآخرة.

وعلى الرجال أيضا أن لا يجبرو النساء و لا  يكلفوهم ما لا طاقة لهن عليه، و ليعلمو أنهم قوامون عليهن ، فهم مسؤولون عنهن ، فعليهم أن يربوهم تربية الإسلام دون عنف و لا إكراه، و بحكمة بالغة ، فهن تغلبهن العاطفة ، فلو احترمتها و أكرمتها اطاعتك في كل خير ، والعكس بالعكس.
والسلام

No comments:

Post a Comment

شكرا على التعليق

كن شجاعا ....

. الشجاعة محمودة و الجبن مذموم . يطلب من الانسان أن يكون شجاعا في أقواله و أفعاله و حركاته و سكناته و عزائمه و تفكيراته و تدبيراته. الشجاعة ...