Sunday, February 3, 2019

مراحل النجاح

للنجاح مراتب و مراحل لا بد لكل شخص أن يمر بها ليجد ما يسعى إليه و ليكون سعيدا في الدنيا و الآخرة. 
فأول هذه المراحل و أصعبها تحقيق الهدق و معرفة الإنسان ما تريده نفسه و تحسنه. و هذا يحتاج إلى حديث طويل مع النفس و مشاورة و تدبر و تفكير طويل. لأن الفشل في معرفة صلاحيات النفس قد يؤدي إلى تضييغ الوقت في أمور لا تحسنه أو في أشياء غير لا ئقة بمرتبة علمك و ثقافتك. فلا بد من أن ينظر الإنسان في جميع النواحي، المادية و الصحية و ضرورة من يعيش معهم إلى ذالك الشئ. لأن الإنسان يعيش في مجتمع و هذا المجتمع له ضروريات فإذا فكر في ضرورياته و راعى ايضا ما تشتاق إليه نفسه و تجيده فقد حقق نصف النجاح. 

و إن فشل في هذا و لم يعرف قدراته و لم يراعي ما عنده من الظروف، بل إختار هدفا إما لأنه سيجد مالا أكثر أو لأن عائلته في ذاك المجال، فسيكون الفشل حليفه، و لا يمكن له التقدم ، لأن النفس ستتعب فيما لا تريد . و الإنسان سيصبح كمن لا إرادة له و زمامه في يد غيره. فلا بد من إبعاد كل هذه الأمور عند إختيار الهدف و الخلو بالنفس و الفكر الطويل فيما له الخير في الدنيا و الآخرة.

و الأمر الثاني او المرحلة الثانية التي لا بد منها لتحقيق الهدف،  هي مرحلة بذل الجهد لتحقيق الغرض و السعي بكل ما يملكه الإنسان للوصول إلى ما اختاره . فلو حدد الهدف ثم نام و لم يجتهد ضاع عمره و ذهبت فكرته و تعبه فيها هباءل منثورا. و لا بد من معرفة سنة الله في الكون. فالله يمكن له بسهولة أن يرزق الإنسان و هو على فراشه ولكن لا يفعل لأن قاعدة الحياة تقول ( و أن ليس للإنسان إلا ما سعى) فالنجاح و الوصول إلى الغاية مرتبط بالجهد و الإجتهاد.  و من جد وجد .فالإجتهاد مطلوب في أمور الدنيا و الآخرة، والعاقل من فهم ذالك. وكما قال الإمام الشافعي ( بقدر الكد تكتسب المعالي ).

و المرحلة الثالثة او الامر الثالث فهو بمثابة الوقود لسيارة النجاح والزاد لمن سلك طريق الفوز والفلاح.فطريق النجاح مفروش بالمكاره والمصائب والمعضلات التي لا تحصى و لا تعد، ومن أراد أن يعبر هذا الطريق و يصل إلى هدفه فعليه بالصبر و المصابرة.فالصبر زاد المتفوقين و سلاح الناجحين،  بحاربون به ما تعرض لهم من المشاكل في سبيل تحقيق أمنياتهم.
فلا بد من الصبر في كل شئ، و في جميع مراحل النجاح. فمن صبر بلغ ومن جزع هرب و فشل.

والسلاح الرابع و الأخير مرتبة و الأول فضلا هو التوكل عل الله جل في علاه. و قد ورد في الأثر ( اعقلها و توكل على الله) أي اختر الأسباب ثم توكل على الله   و ما خذل الرحمن من توكل عليه. ولكن لا بدمن التوكل الحقيقي و معرفة أن الله لا يعين احدا لا يريد أن يعين نفسه و أن اختيار الاسباب قبل التوكل ، و أن التوكل وحده لا يكفي ، بل لا بد من الثلاثة السابق ذكرها.
فمن أراد النجاح فعليه بهذه الأربعة و الدعاء وتجنب المحرمات والسعي للإصلاح لا للفساد. 

والله أعلم

No comments:

Post a Comment

شكرا على التعليق

كن شجاعا ....

. الشجاعة محمودة و الجبن مذموم . يطلب من الانسان أن يكون شجاعا في أقواله و أفعاله و حركاته و سكناته و عزائمه و تفكيراته و تدبيراته. الشجاعة ...