التسامح بين الناس أمر مطلوب و مشجع به في دين الحنيف ، و قد ثبت في الأحاديث و القرآن فضل من سمح و عفا و أصلح و صالح.
وقد هبت الآن في بلاد المسلين و خاصة في بلاد العرب عاصفة تدعى بالتسامح الإجتماعي. أي يسامح كل الآخر مهما بلغ الأمر و العدواة. ولكن يبدو أن هذا الأمر، مع جودة الفكرة فيه و فضل السعي إليه ، ينقصه أمر واحد و هو سؤال: من ينبغي أن نتسامح معه؟
أمع الكافر المحارب المجرم الذي يسفك دماء المسلمين و يهتك أعراضهم في كل حين، و يتربص بهم و يتتبع زلاتهم و عثراتهم و يستغل ضعفهم للسيطرة عليهم. أم مع المسلم الذي بينك و بينه غدواة تتعلق بالدنيا فحسب.
ينبغي الفهم بأن التسامح مع الكفار جائز مباح، و لكن بشرط أن يقلعو عن ما هم عليه من ظلم المسلمين و إهانتهم. و لكن أن نسامحهم و هم يقتلوننا و يبيدوننا من غير حساب ، فهذا ظلم من حكام المسلمين على رعيتهم وليس بشرف و لا كرامة و لا إنسانية. فالحكومات التي تعني بشعبهأ لا تنعقد عقودا مع من يضر شعبها و لا تجلس معه على طاولة واحدة فضلا من أن تسامحه فيما ارتكب من الجرائم.
فإذا كان الصلح و التسامح بهذا فلا بأس بأن يعيش الإنسان في أمن و أمان. و أمر الثاني الذي ينبغي أن ينظر إليه بنظرة عميقة ، هو ما يعود هذا التسامح على المسلمين من خير أو شر. هل ينفع المسلمين في دعوتهم و إبلاغ الإسلام إلى الناس كافة؟ أم أنهم لا يزالون يضهدون أينما وجدو؟ هل تزيل الأفكار الخاطئة ألتي زرعناها في أذهان الناس بأن الإسلام دين إرهاب و أن المسلمين إرهابيون؟ أم أنها مجرد صفقة يريد أحد أن يشتهر بها و يكسب اسما لنفسه و مكانة بين اليهود و النصارى؟ و ليعلم أن رضى ألكفار لا يمكن الحصول عليها إلا أن تصير مثلهم.
ثم السؤال هنا الذي يجول في خاطر كثير من المسلمين اليوم الذين أضعفتهم الفتن الداخلية و السياسية و القبلية و غير ذالك من البلايا التي أصيبت الأمة بها، من يستحق التسامح أصلا و فرضا في الكتاب و السنة؟
والجواب ، يجب علي المسلمين أن يسامح بعضهم البعض ، و ليعلمو أنه مهما بلغت العدواة فنحن إخوة و إن تقاتلنا و تجادلنا، فالله وصف الفئتين المقاتلتين بالإخون . وبين العلاقة بين المسلمين عربهم و عجمهم غنيهم و فقيرهم بأنها علاقة أخوة و محبة، ولا يجوز أن يتعدى أحدهم على الآخر ظلما و عدوانا ، وإن حصل منه خطأ، إستعفاه و طلب رضاه و سماحه.
فالتسامح بين المسلمين و إصلاح ذات بينهم فرض على كل حاكم مسلم أن يسعى إليه، و يكون هدفه تحقيق وحدة المسلمين و إزالة الفرقة بين البلاد ،
فالتسامح بين المسلمين و إصلاح ذات بينهم فرض على كل حاكم مسلم أن يسعى إليه، و يكون هدفه تحقيق وحدة المسلمين و إزالة الفرقة بين البلاد ،
أما أن نسامح الكفار و نعادي المسلمين ، فهذا كمن ترك الظهر و اكتفى بالنقل. تركنا و ضيعنا الواجب و اشتغلنا بالمباحات،
و يا ليت توقفنا عند ذالك بل عادينا إخواننا لنرضي عدونا و نتقرب منه، فسبحان من بيده القلوب يقلبها كيف يشاء.
و يا ليت توقفنا عند ذالك بل عادينا إخواننا لنرضي عدونا و نتقرب منه، فسبحان من بيده القلوب يقلبها كيف يشاء.
نسأل حكام المسلمين عربا و عجما أن يتقو الله في الإسلام و المسلمين و أن يسعو للإصلاح و تقارب المسلمين، فالشعوب تحب بعضها البعض و الحكام هم الذين يزرعون الضغينة و الحقد بينهم.
و لا بد للشعب أن لا يكرهو إخوانهم لمجرد إختلافات سياية وقعت بين أولي الأمر و أن يدعو الله لإخوانهم ، و بساعدوهم إن احتاجو إليهم.
و ليعلم أولا و آخر بأن الفرض أولى و اقدم من النفل ، وأن العبد سياحسب على الفرائض دون النوافل. فليسعى كل ﻷداء ما عليه دون فوضى و لا فتنة ، عل الله أن يرحم حالنا.
اللهم أصلحنا و أصلح و لاة أمورنا
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق