الإنسان من طبيعته ابن مجتمع الذي يعيش فيه. و والوحدة حلاف الفطرة و حلاف الشرع أيضا . لأنها تسبب الوحشة و الوسواس و اختلاط العقل و التبعد عن الفطرة الإنسانية. فلذا لا بد للإنسان من مجتمع يعيش فيه.
ثم المجتمع هذا ، يحتاج إلى آداب و أخلاقيات ، ليعيش الجميع في هدوء و طمأنينة.و ها هي بعضها.
1- دائما لا بد أن يتذكر الإنسان حديث رسول الله صلى الله عليه ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده) فهذا الحديث سد لباب الفساد إلى الأبد . لأن الفتنة تبدأ من اللسان و تنتهي باليد ، فلو حافظ كل واحد عليهما عمت النعمة و انتهى الفساد.
2- العلم و المعرفة و التذكر الدائم للمثل الذي يقول ( كما تدين تدان) فلا ينتظر أحد من غيره السماحة و الكرامة و اللطف والعطف ، وهو سيئ الأخلاق كريه المعاملة ، لا يعفو و لا يسامح أحدا ، و يؤذي الناس و يضيق عليهم حياتهم. فالعقل يأبى و الشرع ينكر و الطبيعة تنهى أن تزرع شوكة و تجنى عنبا فانتبه.
3- مراعات الأخلاق الإسلامية ، كالسلام على كل أحد و تفقد أحوالهم و معرفة الجيران و مساعدتهم إذا احتاجو إلى شئ. و من الأسف في هذا الزمن ، قل من يعرف حال جار و لو عاش بجنبه مائة سنة. مراعاة هذه الأخلاق تساعد في تنمية المجتمع و تربية الأجيال على المحاسن و الخيرات.
4- المحافظة على قوانين الدولة و قوانين المجتمع، فمحالفة القوانين تسبب للإنسان الضرر في نفسه و غيره. لا بد أن يحافظ جميع القوانين( التي لا تخالف الشرع). و إذا خالف فعليه الانقياد إلى الحكومة و دفع ما يجب عليه بسبب مخالفته. و قول بعض الناس ( أن الحاكم لا يحكم بكتاب الله لذا لا تجب طاعته) كلام لا يصح و يسبب الفوضى و القلق و الفساد. بل لا بد من الطاعة في المنشط و المكره ، إلا في معصية فلا يطاع فيها أحدا.و ما تولد الإرهاب و الإرهابيون إلى من هذه الفكرة.
5- مساعدة المحتاجين و الضعفاء و المساكين ، و تتبع أحوال البائسين في المجتمع ، فضل و كرامة . تجلب المحبة للإنسان و تجنبه من الغيبة و بغض من يعيش معهم.
6- لا بد من كون الشخص شخصا جماعيا، و يعني هذا لا يعيش كأنه و حده ، يفعل ما يشاء و يلبس ما يشاء . بل عليه محافظة النظام و عدم مخالفة المجتمع في المباح. و ليعلم الفرد أن المثل ( خالف تعرف ) سيف ذو حدين. فإما أن تعرف بالخير ، فيدعو لك القاصي و الداني ، و إما أن تعرف بالشر فيلعنك الإنس و الجن. و الخيار لك.
7- لا بد للمجتمع من الترابط و التماسك. و هذا أمر فقدته الأمة في هذا الزمن و الله المستعان. فأمة لا يعرف الجار جاره و لا الرجل من يصلي بجنبه ، و لا الحاكم محكوميه ، لحرية بالفشل و الهوان . و إلى الله المشتكى و علي التكلان.
8- هناك بعض قوانين اجتماعية ، يعني و ضعه كل من يعيشون معا في شقة أو بيوت متقاربة ، كعدم رمي الوسخ أمام البيوت ، والنوم مبكرا ، و عدم الإحتفالات في الحي بعد ساعة 10 مثلا، و عدم جواز الموسيقى و المحرمات في الحي . و غير ذالك من القوانين التي وضعوها بينهم ، لا بد من احترامها كما تحترم قوانين الدولة ، و ألا يستخف بها. و من لم يحافظ عليها، فإما أن يرحل عنهم أو يعاقب .
9- القيام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في المجتمع. و أيضا بناء المساجد و المدارس و حلق التعليم. فالمجتمع المعلم يمكن له أن يعيش عيشة هنيئة بخلاف عكسه. فإذا عم العلم و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عم الأمن و الأمان ، و إذا فشا الجهل فشا الفسوق و الخوف و الهلاك.
10- لا بد للإنسان من أن يختار مجتمعا نظيفا . فإذا لم يفهم المجتمع ، أو كان مجتمعا سيئا ، رحل عنه و نجا ينفسه و دينه. و أيضا لا بد من أن لا يكون هو سبب الفساد و الهلا، فمن قاد غيره إلى الهلاك هلك هو الأول.
فهذه بعض ما ينبغي على الإنسا أن يحافظ عليها في المجتمع. و قد حرض الإسلام على مكارم الأخلاق في الفرد و المجتمع. فمن أراد حياة سعيدة في الدنيا و الآخرة فردا و اجتماعيا فعليه بالكتاب و السنة و معاملة سلف الصالح.
والسلام
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق