Tuesday, February 26, 2019

آداب الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله واجب شرعي على المسلمين ، عامتهم و خاصتهم بكتاب الله تعالى. و القيام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، صفتان مدحت الأمة المحمدية بهما و جعلتها خير الأمم .قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمروم بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله) فأخر الإيمان بعدهما ، إشارة إلى أن كمال الإيمان لا يحصل إلى بالقيام بهما.

و ما من مأمور شرعي إلا و له آداب و ضوابط ،لا بد للإنسان أن يراعيها، ليصل إلى الغاية المطلوب من المأمور به.و هكذا فالدعوة أيضا لها آداب ينبغي للداعية أن يراعيها ، ليتمكن قلوب الناس و يدعوهم إلى الله تعالى. و منها :

1-أن يكون على علم و ثقة بما يدعوا إليه الناس. فلو لم يكن واثقا بما يقول أو يدعو إليه ، لا يمكن له أن يرسخ ذالك في قلب غيره و يقنعه به.

2-السعي إلى إصلاح النفس قبل الغير. فقد تكون آمرا بالمعرف بقولك و آمرا بالمنكر بفعلك و مظهرك. فعليك بنفسك أولا قبل غيرك فأصلحها.

3-الحكمة في الموعظة أمر ضروري جيدا. و قد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الكفار بالحكمة و الموعظة الحسنة. فالإنسان بطبيعته يحب الإحنرام و التقدير و الأسلوب الحسن في الخطاب. وليعلم الداعي أن كلامه قد يكون سببا لإسلام شخص أو لتكفير شخص آخر. فاليحاول أن يستعين بالحكمة قدر استطاعته و ليصبر على أذى الناس في سبيل الدعوة إلى الله.

4- أن يعرف قدر ما أمكن من أحوال المدعو إليه. و هذا يعينه على إقناعه بسهولة. و لكن لو جهل حالته فربما قد يخطئ خطأ فادحا  يبعد الإنسان أكثر مما كان سابقا.

5- الإستعانة بالدعاء قبل الدعوة. فيدعو لنفسه و لمن يريد إبلاغ الدعوة إليه. و ليعلم أن سهام الليل لا تخطئ.

6- القراءة مع التدبر للتفاسير و الأحاديث الصحيحة و سيرة السلف الصالح و كيف كانوا يقومون بالدعوة إلى الله.

7- المعرفة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم و أخلاقه و سلوكه الدعوية. و كيف حول العرب من رعاة الغنم إلى رعاة الأمم.

8- الإبتعاد عن الكبر و الرياء و طلب الشهرة في سبيل الدعوة. و آفة الداعية أن يشعر في قلبه أنه أفضل من المدعو و أنه يستحق الجنة دون غيره. فأنت لا تدري ، قد يكون من تدعوه أفضل  و أرقى منك منزلة عند الله يوم القيمة.

9- الإخلاص محرك الدعوة. بدونه لا دعوة و لا إصلاح .

10- لا بد للدعوة من شرطين أساسيين هما :1
- الإخلاص و 2- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

11- و من اللطائف أيضا أن يقدم ذوو العلم و المعرفة لدعوة من كان مثلهم. فالطبيب إلى الطبيب و المهندس إلى المهندس و المعلم إلى المعلم و غير ذالك. فالطيور على أشكالها تقع.

12- الإحترام و الكرامة للناس ، محسنهم و فاجرهم.

13- الغاية من الدعوة إنجاء الناس و إصلاح النفس. فلا بد للإنسان أن يستعمل جميع ما في وسعه لتحقيق تلك الغاية.

14- كثرة الصلاة و قراءة القرآن و الذكر و الدعاء ، أسلحة الداعية، فلا بد أن يكون متسلحا بها.

15- لا بد من تغيير أسلوب الدعوة على حسب المدعو له. فلا يخاطب المسلم العاصي بما يخاطب به الكافر الملحد ، و لا يخاطب 
العالم بما يخاطب به الجاهل ، و هلم جرا. قالكل يخاطب بما يناسبه.

16- من المستحسنات تقديم ما يجلب المدعو إلى الداعية من الهديا و غيرها.

17- عدم الإكثار على المدعو. لأن خير الكلام ما قل و دل.

18- الدعاء قبل الدعوة و بعدها و الإستغفار.

19- الصبر على الأذى و عفو الناس و تجاوز أخطائهم من       و سائل الدعوة الأساسية.

20- إذا كان ممن يدعى حاكما فعلى الداعي أن ينصحه سرا لا جهرا. و أن يخاطبه بكل جلالة ووقار. و أن لا يكشف أسراره و أن يلطف به. و أيضا لا بد من العلم بأن النصيحة على العلانية فضيحة.

ليكن الداعي حكيما بليغا ذكيا يعرف مقصده و يسعى للوصول إليه دون أن يهلك نفسه أو يفر عنه الناس و يكرهوه. و الدعوة للجميع عامة كانوا أو قادة. و الآداب مع الجميع واجبة .


والسلام.

No comments:

Post a Comment

شكرا على التعليق

كن شجاعا ....

. الشجاعة محمودة و الجبن مذموم . يطلب من الانسان أن يكون شجاعا في أقواله و أفعاله و حركاته و سكناته و عزائمه و تفكيراته و تدبيراته. الشجاعة ...