ان الله خلق الانسان
وأرسل اليه الرسل ليبلغو بأنه هو الواحد الذي لا ثاني له. و ارسل معهم الوعد
والوعيد ووضح لعباده سبل الهلاك والنجاة. وبين لهم سبب خلقهم ووجودهم. قال تعالى: "وَمَا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" وقال ايضا مبينا مصير
كل انسان بخسب اعماله, من القاه وحاسب نفسه ولم يتبع هواه و عمل لما بعد الموت فله
الجنة العليا بما فيها من النعمة والنعيم, و من التبع هواه وتولى عن ذكر ربه واعرض
عن اياته واقبل يسعى لفساد الارض بالكفر والطغيان فله عاقبة الوخيمة والويل كل
الويل له في الدنيا الآخرة : "فَأَمَّا مَنْ طَغَى . وَآثَرَ الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا . فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى. وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ
رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
"
ان
كنت تريد النجاة في الدنيا والآخرة وتسعى للسعادة الأبدية فعليك بتقوى الله عزوجل
في السر والعلانية. فهي ملاك كل حسنة, تقربك الى الله وتبعدك عن الشيطن ووساوسه وكل
يهلكك في الدنبا والآخرة. ومن اكبر وأفضل ما يحصل عليه المرء بالتقوى محبة الرب
فال تعالى:"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" فأكد سبحانه وتعالى
محبته لعباده المتفين بتباع أوامره واجتناب نواهيه على طريقة المصطفى صلى الله
عليه وسلم و أخبر بانه لا يقبل العبادة
الا منهم:" إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ".
اذا احبك الرب فقد ربحت تجارتك وارتفع فضلك
وارتقت درجاتك الى الفردوس العليا. ولقد امرنا معشر المسلمين بالتقوى وجوبا :
"يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ"ولقد وصفهم الله تعالى وعرّفهم ليتعرّف عليهم
من لا يعرف, فان كنت سائلا نفسك من هم المتقون فهاك جواب الرحمن:" هُدًى
لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" فهذه
هي صفاتهم و ان كنت تسعى لتعرف مآلهم و ماتكون نتيجة تقواهم و مصير حياتهم فخذها
من الرحمن الرحيم: "أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ"
و قد ورد في
السنة بيان ميزان الذي يفرق و يفضل به بين العباد قال صلى الله عليه وسلم في حديث
طويل يوم خطب في حجة الوداع يوصيهم ويخبرهم بجوامع الكلم ميزانية الحياة ( ومن
الأسف فقدنها اليوم فترى المسلمين يتفاخرون بالقبائل وبالعصبيات و قد يوقعهم ذالك
في الكفر حينما يهجم مع الكفار على أخيه المسلم ويرى أنه في الجهاد ويبحث عن
الشهادة في قتل أخيه للونه او قبيلته أو في أمر تافه فالله المستعان ): " أَلَا
لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ،
وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا
بِالتَّقْوَى "
والتقوى عمل
قلبي تظهر نتائجه في الجوارح قال صلى الله عليه وسلم : "التَّقْوَى هَا
التقوى ليست
فقط في العبادة بل في الحياة كاملة. فاتق ربك في نفسك فلا تهلكها بالمعاصيهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِه"
واشغلها
في الطاعات وماينجيها. واتق ربك في اهلك فعلمهم ما ينفعهم وعظهم وكن لهم قدوة حسنة
وغر عليهم والطف بهم وكن لم طريق نجاتهم وعاملهم بمعاملة حسنة.واتق ربك في جيرانك
فلا تؤذهم وكن معينا لهم في الشدة وشاركهم في فرحتهم. واتق ربك في المجتمع الذي
تعيش معهم فعظ العاصي وعلم الجاهل وساعد المحتاج وابتعد عن الأشرار واختر مصاحبة
الأخيار. واتق ربك في الوالدين فكن رحيما مطيعا لهم الا بالمعصية.و اعط المساكين
واحترم الكيار وارفق بالصغار واجتهد في مصلحتك ومصلحة الأمة.
ِ
اخي الكريم
اجعل التقوى في عبادتك ومعاملتك وسرك وعلانيتك تجد محبة ربك وتخلد في جنته.
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق