لقد حرض الإسلام المسلمين على حسن المعاملة مع البشر كلهم. مسلمهم و كافرهم و صغيرهم و كبيرهم و رجالهم و نسائهم. في جميع مجالات الحياة. فحسن المعاملة يؤدي إلى حيات سعيدة و أمن و أمان.
قال تعالى ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم). فحسن المعاملة يقرب بين الأعداء و يصالح بين الأحبة. و حسن المعاملة معناها أن تعطي كل واحد حقه بطريقة جميلة و أن تبدأ بالإحسان إلى الناس و أن تكف شرك عنهم.
و حسن المعاملة دائما له عاقبة محمودة . و دليل ذلك أن الإسلام انتشر في الشرق بسب ذلك. فعندما راى الناس حسن معاملة تجار المسلمين رغبوا في الدين و أحبوها و دخلوا فيها. و هكذا أصبح الإسلام في كل بيت و في كل بلاد ينتشر و يتسع بسبب حسن المعاملة. و قد أسلم بسببها كثير من العرب و العجم. و هذا يدل بطلان قول من يقول الإسلام انتشر بالقوة فحسب. فالقوة كانت للدفاع و إزالة السد بين الناس و بين دين الله. فإذا زال السد فلا أحد يجبر الآخرين بالدخول في الدين و لكن يظهر المسلمون لهم حسن الإسلام بأحلاقهم و معاملاتهم قيسلمون و يؤمنون.
و لذا حرض الإسلام بحس المعاملة و الأخلاق في جميع المجالات حتى عندما يذبح حيوان. و أخبر الله تعالى نبيه بسر حب الصحابة له . قال تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظا القلب لانفظوا من حولك) يعني هم يحبونك و يفدون أنفسهم للدفاع عنك لحسن معاملتك لهم و رحمتك عليهم و شفقتك بهم ، و لو كنت عكس ذالك لطاروا من حولك. ثم أمره بالعفو و الرحمة.
و من مجالات حسن المعاملة : أن يحسن الإنسان معاملته مع ربه أولا لأن ذالك هو أساس السعادة و الفلاح. و أن يحسن معاملته مع والديه و و يحسن إليهما و يخدمهما و يعطف عليهما ، و هذا قد يؤدي به إلى الخلود في جنة ربه. و أن يحسن إلى المساكين و الفقراء و ذوي الحاجات و أن ينفق ماستطاع عليهم و يسد حاجاتهم أو يقول لهم قولا معروفا. و أن يحسن إلى الأولاد فيعلمهم و يربيهم و يرشدهم إلى سواء السبيل. و أن يحسن إلى الأقارب و ذوي الرحم و يتفقد أحوالهم و يشاركهم في همومهم و أفراحهم. و أن يحسن إلي المسلمين فيعاملهم في كل مجال باللين و الرق و الرحمة و العفو و كتمان الغيظ و السماحة و الابتعاد عن الغش و الحسد و الحقد و التجسس و الغيبة و النميمة و كل قبيحة تضره قولا أو فعلا. و أن يحسن معاملته مع غير المسلمين فيجادلهم بالتي هي أحسن و يدعوهم إلى الإسلام بأفضل الطرق و يصبر عليهم. و يعلم و يحفظ قوله صلى الله عليه وسلم ( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) و اليعلم أن الإسلام للنجاة لا للهلاك. و لذا كان البداية مع العدو في الجهاد، الدعوة إلى الله ثم الجزية ثم القتال. و هذا يدل على أن المطلوب هداية الناس لا قتلهم. و أن يحسن إلى الحيوان كذالك و يطعمه و يسقيه و يذبحه بطريقة سهلة و لا يؤذيه و لا يحمله ما لا طاقة لهم به. و هكذا أمر الإسلام بحسن المعاملة في كل شئ و مع كل واحد إنسانا كان أو حيوانا أو جمادا.
و كما نعلم، لا يأمر الإسلام إلا بالخير و لا ينهى إلا عن الشر ، فاﻷمر بحسن المعاملة و النهي عن الضد دليل كاف على أثرهما في الحياة و بعد الممات. فمن أحسن جوزي و من أساء عوقب في يوم القيمة. و من تتبع دين الإسلام و جدها مليئة بحسن المعاملة و الأخلاق الحسنة و الفضائل.
على المرأ أن يعرف أنه لن يجني من الشوك العنب. و أن إحسانا واحدا قد يؤدي إلى نجاته. فاليسعى كل نحو القمة بالمعاملة الحسنة.
والسلام
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق