الرشوة دفع المال لأخذ حق ليس لك أو لإبطال حق كان عليك . أو دفع ضرر و ظلم لا تستحقه عن نفسك أو ليجد الإنسان حقه ،و هذا قل ما يحدث و الغالب المعروف الأول. و قد حرم الإسلام أخذ الرشوة ، و لعن من أخذها و من أعطاها. قال صلى الله عليه و سلم (لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم) لعنهما لقبح ما فعلا و لكبير ما ارتكبا. و يظهر من هذا الحديث أن الرشوة من الكبائر التي يستحق الإنسان اللعنة و الغضب بها.
و الرشوة لإبطال حق محرمة بالاتفاق ، و هي التي ورد عليها الحديث و لعن دافعها و آخذها و الذي سعى بينهما كذالك ، فالكل سواء في الذنب و العقوبة. و أما إن كانت لأخذ حق أو لدغع ضرر، فقال بعض العلماء بحرمتها لعموم الحديث و أن اللعن ستقع على كل من أخذها أو دفعها لأي غرض كان ، و الأفضل أن تطلب حقك من الله بدلا من أن تقع في حرام.و قال الآخرون بأن الإنسان إذا لم يجد طريقا آخر لأخذ حقه أو لدفع الظلم عن نفسه إلا بالرشوة ، فيجوز له دفعه و لا يجوز لمن عليه الحق أخذها و اللعنة ستبقى عليه. لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. فمثلا لو أوقفتك شرطة و أنت تعلم أنهم سيظلمونك و يأخذون حقك حتى و لو كانت معك جميع تجاويزك فالأحسن أن تنجو بنفسك . و هذا ما قاله لنا أستاذنا -الله يحفظه و يرعاه-.
و الرشوة بكل أنواعها و تعاريفها مضرة جدا في جميع جوانب الحياة. و من ذالك :
1- من دفع الرشوة في التعليم و ارتقى إلى درحة لم يكن يستحقها ، فسيصبح سببا لهلاك الأمة كلها ، و ستعود أضراره كلها على الأمة. و أيضا ستخسر الأمة إنسان لائقا لذك المنصب بسبب أنه لم يستطع دفع الرشوة أو أبى.
2- الرشوة في القضاء ، تؤدي إلى تعطل الأحكام و انتهاك المحرمات ،و منها ينشأ الفساد و الظلم و الخروج على الأئمة و قمع الناس و إبطال الجقوق. و منها يتولد الإرها و تتولد الثورات و يبغض كل من الحاكم و المحكومين الآخر. و لو عدلوا و أنصفوا لرأوا رحمة الله و بركته فيهم و لكن أبوا إلا الذل و الهوان.
3-الرشوة إلى الحكام و الرؤساء و ذوي المناصب يؤدي إلى انحطاط البلد و تدهور المعيشة و زوال النعمة و الهيبة. و هذا هو ما يحصله الآن في زمننا هذا . و لا يخفى على إنسان عاقلا مسلم ، ما آل بنا الحال و أين وصلنا من الانحطاط و التدهور.
فلا قيمة للمسلمين بين الشعوب و لا رأي لهم و لا وزن. فكيف يكون قلب مسلم إذا وصفه كافر بأنه خائن لا أمانة له. هكذا أصبح شعارنا بين الأمم، فلا أحد يصدقنا و لا أحد يثق بنا، و أصحنا نعيش برغيفات يطرحونها أمامنا كما يفعلون بكلابهم. و ما حدث هذا إلا لأننا أعطينا الفرص لمن لا يستحق و تركنا المستحق العاقل الذي كان يستطيع أن ينهض بالأمة في مزابل التاريخ. و من لم يصدقني فالينطر إلى حكامنا اليوم ، ثم يسأل نفسه ، هل هؤلاء يستحقون أن يطاعوا في بيوتهم فضلا من أن يطاعوا و يؤمنوا بالبلد كله؟؟ و الجواب سيجده كل عاقل.
علينا أن نغير ما نحن فيه ليغير الله حالنا ، لأن ذالك سنة الله في الكون . فالله لا يغير حال من لا يغيرون أنفسهم كما ذكر في القرآن. لنبدأ من بيوتنا و مدارسنا . إذا رسب ولدك فلا تدفع المال لنجاحه بل ابحث عن طريق آخر ، لأنه لأن يرسب و يحاول و ينجح خير له من أن يرسب و يدفع المال و ينجح ثم يصبح سببا لهلاك الأمة. و اليتقوا الله أولو الأمور و أصحاب الرأي ، و اليعلموا أن الراشي و المرتشي و الساعي مجرمون ملعونون.
وعلى الحكومة أن تعاقب كل من وجد آخذا لرشوة أو دافع لها. لأن ضرر ذالك الواحد قد يؤدي إلا مرض فاش بين الأمة كلها. و اليحافظ كل وجوبا على كرامة الأمة و لا يجلب لها سوء سمعة.
والسلام
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق