قال تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا).والحكمة الفهم الصحيح للأمور و إدارتها وفق ذالك الفهم. أو هي فهم الكتاب و السنة فهما صحيحا موافقا لفهم سلف الصالح.
و الحكمة يحتاجها كل إنسان و خاصة من كان يرأس أناسا أو مكانا. فمن فقد الحكمة فقد شرط الإدارة. و عليه أن يعتزل أو يعزل. لأن من لا حكمة له لا رأي له ومن لا رأي له لا رئاسة له.
و الحكمة تدخل في جميع مجالات الحياة و مختلف الأشغال. فالداعي يحتاج إليها لتكون دعوته أبلغ و أفضل. و القاضي يحتاج إليها ليكون حكمه أسد و أبعد عن الخطأ. و الأمير يحتاج إليها ليدير رعيته و يلبي إلى رغباتهم. و الأب يحتاج إليها ليربي أولاده تربية حسنة. و المعلم يحتاج إليها ليخرج جيلا نافعا للأمة. و هكذا فالكل يحتاج شيئا من الحكمة و السياسية .
وقد حرض الإسلام على إدارة الأمور بالحكمة و الموعظة الحسنة حتى مع الكفار و المشركين. فالحكمة هي مفتاح كل نتيجة حسنة.و هي هبة من الله يعطيها من يشاء من عبادته. و من فقد الحكمة فقد فقد كل شئ. لأن العمل الحسن إذا لم تصاحبه حكمة و نية حسنة
فسيكون إلى الهلاك والدمار أقرب من الإصلاح و الفلاح. لذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس بالحكمة و الموعظة الحسنة ، لكون ذالك أقرب إلى أن يدخلوا في الإسلام..
و أكبر دليل على فوائد الحكمة انتشار الإسلام في العالم كله. فالإسلام لم ينتشر بالسيف فحسب. بل بالحكمة و الموعظة الحسنة.
و الحكمة يحتاجها إليها الإنسان في كل أشغاله و أعماله ليكون ناجحا فيما يريد. و قد تقتضي الحكمة أحيانا أن تفعل ما لا ترضاه في غالب الأحيان .
و قد تراها في بعض الأحيان مذلة و لكنها هي التي تحمد عواقبها. و مثال ذالك صلح الحديبية. رآه بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ضعفا و هوانا. و وصفه الله بالفتح المبين. و قد ظهر بعد ذالك حقيقة ذالك ، لأنه كان سببا لفتح مكة.
والتسرع و العاطفة لا يصلحان دائما. فعاقبتهما وخيمة و لا ينتج منهما إلا هلاك و دمار. فليجتنب التسرع و العاطفة في الأمور و خاصة فيما يتعلق بحقوق الآخرين و خاصة من كان مسؤولا عن أمر أو مكان أو إنسان
من تحلى بالحكمة و أدار الأمور بالتهني و عدم السرعة و نظر إلى المآلي و جانب السرعة و قصر النظر و أخذ وقتا للتدبر و التفكر و ابتعد عن الوساوس والقيل و القال واعتمد على الله و دعا و توكل ، فقد نجح في الدنيا و الآخرة و من لا فلا.
والسلام
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق