الصلاة عمدة من أعمدة الإسلام التي يقوم عليها الدين. و هي ثاني أركان الإسلام مرتبتة و عدة. و قد وصف الله تعالى المؤمنين بأنهم يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة. ( ألذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون). و صف المؤمنين بأنهم يقيمون الصلاة. فمن فقد هذا الشرط لصفة المؤمن فقد صفة المؤمن أيضا.
فالصلاة لها أهمية كبيرة في الإسلام. فهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيمة. فإن صلحت صلحت أعماله كلها ، و إلا هلك. و قد قال صلى الله عليه وسلم يبين مكانة الصلاة ( و جعلت قرة عيني الصلاة).
و أيضا الصلاة مناجاة بين العبد و ربه. فقد ورد في الأثر أن العبد أقرب ما يكون إلى ربه هو حينما يسجد. فالعبد يخاطب ربه في الصلاة و يسأله و يدعوه. و كان صلى الله عليه وسلم إذا فزعه أمر أسرع إلى الصلاة. و قد أوصى الصحابي الذي سأله أن يرافقه في الجنة ( أعني بكثرة السجود) و بها يتحقق ما تريد.
و قد فرص الله علينا خمس صلوات بأجر خمسين. ووقت لهن و أمر بالمحافظة عليهن في أوقاتها ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) أي فرضا مؤقتا. فمن أداهن بحقهن فاز بنعيم الرحمن و جنته. و من تركهن و تساهل فيهن هلك في الدنيا و الآخرة.
وترك الصلاة من أكبر الكبائر و هي تذهب بأعمال ابن آدم كلها إذا ترك واحدة منها. و قد وردت آحاديث كثيرة و وعود لمن تركها. منها قوله تعالى ( ما سلككم في سقر.. قالوا لم نك من المصلين .. فويل للمصلين .. ألذين هم عن صلاتهم ساهون.) و غيرها من الآيات. و ورد في الأحاديث ( الفرق بيننا و بينهم الصلاة ، فمن ترك الصلاة فقد كفر). و غيرها من الأحاديث التي تدل على عظم ذنب الصلاة و عقابها عند الله.
و تارك الصلاة قسمان. واحد تركها جاحدا لها و استخفافا بها. فهذا كافر مرتد يقتل عند الجميع بلا خلاف. و هكذا من ترك حكما من أحكام الثابتة بالدين بالضرورة حكمه القتل ردة.
و أما من تكاسل عنها : فاختلف الفقهاء فيه. فقالت الحنابلة أنه يكفر و يقتل ردة. و قالت الشافعية و المالكية لا يكفر و يستتاب . فإن تاب فبها و إلا يقتل حدا و يصلى عليه. و قالت الحنفية لا يكفر بل هو فاسق يضرب و يحبس و يبقى في السجن حتى يموت في السجن أو يتوب.
وهذا كله باختلاف الأقوال و تقارب بعضها مع البعض لمن ترك فرضا واحدا. فما بالك بمن ترك الخمسة لسنوات و أشهر ، و مع ذالك يدعي أنه مسلم و أنه لا أحد يكفره.
وعندي و الله أعلم.. ينبغي العمل بقول الحنابلة في هذا الزمن. لكثرة تاركين للصلاة و المستخفين بها. و الصلاة دقائق معدودة في المسجد أو في البيت. ألا تشكر الله ألذي أعطاك كل هذه النعم و تحدثه لدقائق معدودة .. و تدخل جنته كذالك؟؟
ترك الصلاة ذنب كبير. و كفر للنعمة. واستخفاف بالدين. و طاعة للشيطن و عصيان للرحمن. فعلى الحكومة و ذوي الأمر أن يأخذوا الأمر بالجدة. و أن يحاسبوا كل من ترك صلاة واحده. لأن إقامة الصلاة تأتي بالبركاة و تركها يأتي بالجوع و القحط و عدم استقرار الأمن.
والسلام.
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق