Monday, April 8, 2019

واشكروا لي و لا تكفرون......

الشكر هو الثناء على المنعم بدل نعمته على الإنسان. و نعم الله كثيرة جدا لا تعد و لا تحصى . قال تعالى ( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).صدق الله العظيم. فنعم الله ليست كنعم غيره.

لقد أنعم الله على الإنسان بأن جعله أفضل الخلائق و كرمه على غيره من الموجودات. و جعل له سمعا و بصرا و عقلا و قلبا و إرادة. ثم أرسل إليه الرسل لهدايته و نجاته من ظلمات الجهل و عذاب النار ، إلى نور الجق و سبيل الجنة. و كل هذه نعم كبيرة جدا جدا. و لقد من الله على الإنسان بهذا. و حق له ذالك . و يجب الشكر على كل شئ في كل حين و آن. حتى و لو كان أمرا بسيطا.

و قد وعد الله تعالى بأن يزيد بالشكر و يهلك بالكفر. قال تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم إن عذابي لشديد). هذا وعد و وعيد من الله تعالى لكل شاكر وكافر. و ما أعظم كفر من خلقه الله في أحسن صورة ثم رزقه ثم أعطاه كل ما يحتاجه ، و بعد كل هذا يجحده و يكفر به و يعصيه و يسبه و ينفي وجوده و يعبد من لا يستطيع أن يخلق نفسه و لا يمكن له دفغ الضرر عن نفسه قبل غيره!!.. فهذا و رب الكعبة هو الكفر بالنعمة و يستحق الإنسان النار و الويل و الهلاك بهذا.

و الكفر ينقسم إلى قسمين. كفر أكبر ، و هو الإشراك بالله تعالى غيره في عبادته و ربوبيته و أسمائه و صفاته. و الكفر الأصغر ، ما عدا ذالك من كفران النعم ، كاالتغلل في النعم و ترك الواجبات سهوا و فعل المنكرات و غيرها من الأشياء التى لا ترضي الله تعالى. والكل يستحق النار إلا من هداه الله أو عفا عنه.

فالشكر واجب شرعا و عقلا. و نحن نشكر من يناولنا شيئا أو يسقينا ماءا أو يفعل لنا أمرا بسيطا. فما بالك بخالق الكونين الذي لا يزال ينعم على البشرية منذ أن فضل آدم على الملئكة و جعله خليفة على الأرض إلى قيام الساعة.و الشكر قد يستطيعه كل إنسان . فكل ما عليك هو أن تقول الحمد لله بعد كل أمر جميل حصل لك . و ثمرته أمران. الأول : وعد من الله أن يزيد عليك الفضل و لا ينقص منك شئ . والثاني : ستثاب على الشكر أيضا. و الشكر أيضا وقاية من العذاب و الهلاك.  قال تعالى ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم ). والله يشكر العبد أيضا ، بأن يضاعف له أجره و ينحي عنه بكل ما يسوئه. فلو أطعمت أحدا ، فالله سيشكرك على ذالك في الدنيا أو في الآخر ، بإسباغ الفضل عليك و بإدخالك في جنته. فكم من عاص دخل الجنة بإحسان صغير عمله. و هذا معنى قوله تعالى ( و كان الله شاكرا عليما) أي إن الله لا يضيع الأعمال صغيرها و كبيرها. فعلى العبد أن لا يعصي ربه و لا يكفر بنعمه و يكون شاكرا حميدا. و اليعلم الكل ، أن الشكر هذا ، لا يزيد في ذات الله شيئا ، و كذا الكفر لا ينقص من ذات الله مثقال ذرة. و لكن قد ينفعنا نحن في الدنيا و الآخرة. فتوفيق الله لك بأن تشكره يحتاج إلى الشكر كذالك.  ما أقبح و أسوأ حظا ممن أنعم الله عليه كل النعم و طلب منه أن يقول الحمد لله ووعده بأن يزيده بها ، ثم عصاه و هلك في نعمه التي ظن أنها لن تزول.

والشكر يجب للمخلوق كذالك. فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله. وقد أمرنا الله تعالى بأن نشكر والدينا و ألصق شكرهما بشكره . ( أن اشكر لي و لوالديك) أي يابن آدم اشكر بكل ما عندك ، واشكر والديك بإحسانهما عليك وادع لهما ولا تعصيهما . وكذالك يجب على الإنسان أن يشكر كل من أحسن إليه ، صغيرا كان أم كبيرا ، ذكرا كان أو أنثى. فذاك يفرح المحسن و يثلج صدره . وقد يكون شكره لمن أحسن إليه ، أن لا يعصيه و لا يسيئ الأدب إليه و لا يفعل ما يحزنه عمدا ، و إن وقع منه جطا استعفاه و طلب المغفرة منه.

اللؤم شؤم و الشكر كرامة. فإياك واللئامة وعليك بالكرامة والشكر.

والسلام

No comments:

Post a Comment

شكرا على التعليق

كن شجاعا ....

. الشجاعة محمودة و الجبن مذموم . يطلب من الانسان أن يكون شجاعا في أقواله و أفعاله و حركاته و سكناته و عزائمه و تفكيراته و تدبيراته. الشجاعة ...