أمرنا الله تعالى بالقرآن الكريم أن نذكره. نذكره بالسر و العلانية و الشدة و الرخاء بالذكر و الدعاء. فذكر الله وقود القلوب و راحة الأبدان و غذاء الأرواح. من ذكر الله في الدنيا ذكره الله في الآخرة ، و من نسيه ، نسيه الله في الدنيا و الآخرة. و ذكر الله أمر مطلوب وجوبا بالكتاب و السنة. و فيه فوائد عظيمة جدا جدا.
قال تعالى ( فاذكروني أذكركم) وهذا أمر يقتضي الوجوب. و أيضا هو شرط لذكر الله لنا واستماع أدعيتنا و قبولها. و قال أيضا ( ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا). يعني اذكر الله في الصبح و في المساء و لو كان قليلا. و من رزق ذكر الله فقد رزق خيرا كثيرا.فذكر الله يجعل للحياة لذة . و يساعد الإنسان في محاربة الشيطن و نفسه.تخيل لو قال أحد الأمراء لشخص مسكين ، لو ذكرتني و أتيتيني لأأذكرنك و لأفضين حاجاتك.. فكيف ستكون فرحة ذالك الإنسان المسكين؟؟ فما بالك بأن يقول لك خالق الكونين و مدبر كل شئ لئن ذكرتني لأذكرنك ، و مع ذالك لا تقبل عليه و تفر منه و تنساه إلا في الشدة؟؟؟
يقل المصطفى صلى الله عليه وسلم ناقلا عن ربه في الحديث القدسي ، يقول الله تعالى ( أنا عتد ظن عبدي بي و أنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، و إن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ خير منه.....) أنظر أيها المسلم فضل الذكر و اعلم أن من كثر ذكره في لسانك وقر في قلبك و ثبت حبه فيك .و قد ورد في الحديث أيضا أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( رجل ذكرالله خالبا فافضت عيناه) و قيدت خاليا لأن ذالك أقرب إلى الإخلاص و أبعد عن الريأء و السمعة.و هذا دليل على أنه بكى محبة لله و خوفا منه و تعظيما له.كل يريد أن يذكر من يحبه في السر و العلانية ، سواء استفاد من تك المحبة أو لم يستفد من ذالك الذكر . فلم لا نذكر الله و نحن على يقين بأن الله لا يخلف الميعاد..؟؟
و الذكر لا يحتاج إلى وقت طويل. فقد يستطيع الشخص أن يذكر الله و هو في عمله أو مع أهله أو في السفر أو في الحضر. فذكر الله ممكن في جميع الأماكن و في جميع الحالات ، ما عدا أماكن نهينا الكلام فيها.و الأجر في الذكر القليل كثير جدا . فقول الإنسان ألحمد الله مرة ، يغرس له شجرة في الجنة ، و قرآءة حرف من الكتاب يعادل بعشر حسنات. و هكذا . ذكر قليل و أحر عظيم. فعلى الإنسان أن يستفيد من ذالك لأن ذكر الله تجارة رابحة.
والنبتعد عن الأشياء التي لا أصل لها في الدين. فهناك بدع كثيرة في حلق الذكر و كيفيات الذكر و كلمات الذكر . وهذا البدع قد فشت في هذا الزمن الذي قل فيه العلم و كثر الجهل و أصيبت الأمة ببلاء عظيم و بمصيبة كبيرة. فتجد أذكار متدوالة بين الناس و لها فضائل كبيرة جدا، و لا دليل عليها ، لا في الذكر و لا في الفضل. و قد تجد أذكارا مشروعة و لكن ذكرت لها قضائل لم ترد في الشرع. فعلى الإنسان أن يحذر من كل ذلك و يسأل العلماء عنها. و أيضا عليه أن يقرأ الكتب الصحيحة و الأذكار التي وردت فيها. ففيها فوائد عظيمة تغنيك عن غيرها من الأكاذيب.
هناك كتب عديدة مخصصة للأذكار ، كجصن المسلم و الأذكار للإمام النووي. و غيرهما من الكتب.و أيضا تجد الفضائل في الكتب الأجاديث و خاصة الصحاح الستة ، و أيضا في التفاسير و الرقاق و غيرها من الكتب المفيدة في هذا الباب. لأن هذا الباب باب يسير و خطير . فمن سلك طريق الحق نجا و حصل رضا ربه و فاز في الدنيا و الآخرة . و من انحرف عن الطريق و زاغ عنه و اتبع هواه و مال إلى الشيطن ووساوسه و ترك الحق الصحيح ، فقد هلك نفسه بالبدع أو الكفر أحيانا ، وخالف الكتاب والسنة و خسر في الدنيا و الآخرة.
الذكر فضل له أجر عظيم ، فاحذر من أن يكون وبالا عليك و سببا لهلاكك.
والسلام.
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق