Tuesday, April 2, 2019

الطعن في الصحابة رضي الله عنهم طعن في الدين....

الصحابي ، هو كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به و مات على ذالك. لقد مدح الله الصحابة قي القرآن , و وصفهم بأعلى الصفات . قال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ). ووصف المؤمنين الذين يأتون بعدهم بأنهم سيستغفرون لهم و يترحمون عليهم و يدعون لهم. قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) فمن لم يكن فعله و قوله عليهم هذا فليس من المؤمنين و لا له مثقال حبة في الإسلام بشهادة القرآن.

هؤلاء هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. أبر الأمة قلوبا و أعمقها فهما و أكثرها حبا للنبي صلى الله عليه وسلم و آل بيته. هم من حملوا الدين و حاهدوا لإبلاغ الرسالة و سعوا لوصول الإسلام إلى مشارق الأرض و مغاربها. قوم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وحاهدوا معه و بايعوه على الموت في سبيل الطاعة. قوم لولا الله اختارهم و جعلهم خير الخلق بعد الأنبياء ، لضاع الدين و لضاعت الأمة. و لكن الله اختار من بين الأنبياء محمدا صلى الله عليه وسلم ، واختار من بين الأتباع أتباعه. هم الذين آووه و نصروه و أفدوا أنفسهم لهذا الدين. هم كانوا أعلم الناس و أتقى الناس و أزكى الناس و أطهر الناس. هم معيار و ميزان الإيمان الذي يقاس عليه كل من سواهم.هم الطاهرون الأبرار، هم المجاهون الأخيار ، هم رحمة للأمة و وبال على الكفار، هم خدمة للدين و لنبي الدين, هم مقربون من الرحمن و مبعدون من الشيطن.

سبهم يسبب اللعنة الإلاهي . وكيف تسب من قال الله عنهم (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا). أأنت أعلم أم الله ؟؟ لقد أخلد الله ذكرهم في كتابه و أعطى شهادته بالرضى عنهم. و أخبر بأن الكفار و المنافقين يبغضونهم لشدتهم عليهم. و أخبر بأنهم رحماء على المسلمين . و أخبر بوجودهم حتى في التوراة و الإنجيل. فكيف يسوق لمن يدعي إسلاما/ أن يسبهم و يلعنهم و حتى يحكم بردتهم -والعياذ بالله-. هذا الأحمق الفاجر لا يطعن بهم فجسب، بل يطعن في الدين بأكملها. لأن من يطعن في ناقل الخبر فقد طعن في الخبر ذاته. و الصحابة هم الوسيلة الوحيدة التي نتعرف على الإسلام بها ، فإذا طعنا فيها و شككنا بها ، فمن أين نأتي بالقرآن و الأحاديث إذا ؟ و من أين نأتي بالإسلام ؟. و هكذا فالتطاول على الصحابة خطر كبير على الأمة. و هم لا يستحقون هذا منا . قد جاهدوا و امتحنوا و تحملو مشاكل لا تعد و لا تحصى لأجل أن يبلغونا ديينا و أن ننجوا من عذاب النار و نحظى بجنة الرحمن. أليس من الكرامة و الرجولة و الإنسانية ، أن تحترم من أعطاك لقمة في وقت احتياجك؟؟ فكيف بمن سعى لأنقاذ حياتك في الدنيا و لآخرة ، ألا يستحق كل الإحترام و المحبة و الدفاع عنهم و مجاكمة من أساء إليهم و هتك أعراضهم و سبهم و شتمهم و رمى بهم ما الله برأهم منه.؟ هذا أمر واجب شرعيا و عقليا و إنسانيا.

وقد نهى صلى الله عليه وسلم سبهم و شتمهم و حتى مشاجرتهم. (لا تسبوا أصحابي، فمن سبهم فعليه لعنة الله). وحقت اللعنة لمن تطاول و بغى على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. و قال أيضا (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه). و قد قال لبعض الصحابة الذين تأخر إسلامهم و حدث بينه و بين صحابي من السابقين الأولين شجار (دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفقتم مثل أحد - أو مثل الجبال - ذهبا، ما بلغتم أعمالهم ) تخيلوا أنه قيل هذا الكلام لخالد بن الوليد رضي الله عنه سيف الله المسلول على الكفار ، قائد فذ لم يهزم قط ، مجاهد عظيم أدى حياته للدفاع عن الدين و عن أهله . قيل له هذا بعد أن اختلف بأحد عشرة المبشرين بالجنة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه. فما بالك بنجس أتى بعد قرون يشتمهم و يفسقهم و بدعى بخيانتهم و أنهم أخفوا من الدين أكثر مما أظهروا؟؟ ألا يستحق أن يضرب عنقه و تزال نجاسته من على الأرض.؟

و لكن هيهات أن تضر السحاب نباح الكلاب.  كيف تضرهم و عندهم شهادة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، بإيمانهم و درجاتهم. و اليعلم الكل أن حب الصحابة من الدين و علامات المؤمن. و بغضهم من علامات النفاق . و رميهم بتهم برأهم الله منه كفر صريح. رحم الله من أحبهم و دافع عنهم و ارتضى عليهم , و لعن الله من سبهم و طعن فيهم و كفرهم.

ونختم بحديثين  يدلان على فضل الصحابة و أن حبهم و بغضهم حب للنبي صلى الله عليه و سلم و بغض له .قال عليه الصلاة و السلام وهو يبين فضلهم على غيرهم ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم... الخ). و لا يبقى بعد هذا شك و لا ريبة في فضلهم على الأمة . وقال أيضا (أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله أوشك أن يأخذه). و هذا الحديث بين ووضح أن التطاول عليهم تطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و من تطاول على المصطفى صلى الله عليه وسلم أبعده الله في نار جهنم.

قاعدة: الطعن في الصحابة طعن في الدين وهدم للإسلام.

والسلام


No comments:

Post a Comment

شكرا على التعليق

كن شجاعا ....

. الشجاعة محمودة و الجبن مذموم . يطلب من الانسان أن يكون شجاعا في أقواله و أفعاله و حركاته و سكناته و عزائمه و تفكيراته و تدبيراته. الشجاعة ...