الحزن داء بأكل الكبد كما تأكل النار الحطب. و يصيب كل شخض مهما بلغ علمه و تقواه. فهو داء جبلي في كل إنسان. و هو من الأشياء التي يتعوذ الله منها. و الحزن يكون على الماضي الذي لن يعود أبدا. و مع هذا فالإنسان لكونه ضغيفا يحزن و هو متيقن بأن ذالك لا ينفع.
و الحزن ليس بمذموم . المذموم هو ماذا يفعل الإنسان بعد الحزن. فتجد بعض الناس يسترجعون الله ثم يعودون إلى أعمالهم . و تجد آخرين يرتكبون جميع المعاصي و المنكرات و كل ما يغضب الرب و يبررون ذالك بأنني حزين و كأن الحزن يحلل الحرام.
على المسلم أن يتقي الله و يؤمن به إيمانا كاملا . و لا بد أن يكون في علمه دائما أنه لن يصيبه مكروه إلا ما كتب له. و إذا أصابه أمر فعليه أن ينظر إلى نفسه و يتوب. ثم يدعو الله تعالى متيقنا أنه لن يضيع دعائه و ندائه.
العسر و اليسر كلهما من الله . فمن ابتلاك قادر على أن يرفعها عنك. و أيضا كلما أصابتك مصيبة أنظر إلى النعم التي أنت فيها فاشكر الله عليها. واعلم أن الدعاء من قلب خالص مقبولة لا محالة عاجلا أم آجلا. فلا تستعجل و لا تيأس و كن على يقينا بأن الله يراك و يسمعك و يعرف حوائجك.
إياك أن يغريك الشيطن و يهوي بك في النار. و إياك أن تقودك نفسك الكذابة. و إياك أن تتأئر بأصحاب سوء.
والسلام
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق