قال (صلى الله عليه وسلم " انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
و قال أيضا "إن من أحبكم الي و اقربكم مني منزلا يوم القيامة ٠أحاسنكم أخلاقا"
و قال الشاعر " و المرء بالأخلاق يسمو ذكره .... و بها يفضل في الورى و يوقر"
بالأخلاق نرتقي و بها نحمد و تمدح. حسن الخلق فضيلة و فضل و نعمة من الله . ينبغي أن يدعو كل إنسان بها و يحمد الله عليها.
قد تسهل المصاعب ، و تحل المعضلات ، و تحسن العلاقات ، و يتصل ما انقطع من التواصل ، و تتراحم المخلوقات بعضها ببعض بحسن الخلق و لطف الطبيعة و سهل الجانب...
ليس المراد من حسن الخلق ، أن يصبح الإنسان برجا يمشى عليه ، أو أحدا لا قيمة و لا رأي له ، أو أن يسكت عن الرذائل ، أو أن يفقد هيبته و عزة نفسه ، أو أن أن يكون جبانا لا يحسن الدفاع عن نفسه و لا غيره. بل عكس ذللك كله. فمن الأخلاق الممدوحة أن تكون غيورا مدافعا عن كرامته و كرامة أحبائه ، لا يسمح لأحد أن يتلاعب بكرامته و عزته و شرفه.
حسن الخلق هو أن تتعامل مع غيرك بألطف طريقة يمكنك أن تتاعمل معهم . هو أن تترافع عن السقطات، أن تتلاهى عن الزلات و ما قيل عن غير قصد. أن يكون الشخص غافرا ، مسالما ، لينا الكلام ، مبتسما ، سميعا ، يحاول أن يفهم غيره و يحترم رأي غيره حتى لو لم يكن يرى مثلهم.
من حسن الخلق ترك ما لا يعنيك ، و تجاهل ما لا يفيدك في الدنيا و لا في الآخرة. من حسن الخلق استعمال الطف الكلمات حتى مع من لا تحب ، كلمات لا تظهر الضعف و لا الجفاء. من حسن الخلق إنزال الناس منازلهم و إعطائهم مرتباتهم من كبر أو منزلة أو قرابة أو زواج.
من عرف قدره عرف قدر غيره ، و من عرف قدر غيره حسنت أخلاقه. فإياك و الاستهانة بالناس و الاستخفاف بهم ، و إنكار حقوقهم ، وإنزالهم عن منازلهم..
بالأخلاق تنمو الأمم و بغيرها تتدنى. بها يحبك الرحمن ، و بغيرها يغويك الشيطان. بها يدعو الناس لك و بغيرها يدعون عليك.. هي نهج ديننا و طريقة نبينا صلى الله عليه وسلم. بها أمرنا و بغيرها نهينا. بها يخلد الذكر الحسن و المحامد الجميله. و الخلق الحسن قد يخلد ذكرا حسنا حتى في قلوب الحيوانات...
علينا بها و الابتعاد عن غيرها.. لا تتعامل مع الناس كما يتعاملون معك ، و لكن كما ينبغي لمثلك... فحسن الخلق احترام للنفس و توفير لها...
و إنما ألأمم بالأخلاق ما بقيت...
فإنهم ذهبت أخلاقهم ذهبوا....
و السلام..
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق