الزواج حياة ، و به يخرج الرجل من الطفولة إلى الرجولة ،و من قلة الهمة إلى معاليه ، و من عدم المبالات إلى اسمى الشعور بالمسؤولية، و من ضيق العزوبة إلى سعة الزواج . و به يشعر حلاوة الحياة الحقيقية و ملذتها و سكونها و راحتها و طمأنينتها...
فالزواج علاقة تحدث بين اجنبيين فتطد فتكون اقوى و أشد و أعمق من اية علاقة سواها.. هو اتفاق بين جنسين مختلفين على حياة متساوية هادئة مليئة بالرحمة و الحنان و المحبة و العشرة الحسنة... هي علاقة تضع أساسا لجيل قادم ، وبيت سيبقى حتى بعد وفاة بانيها. فإذا كان كذلك فلا بد من حسن الباني و من إتقانه لعمله ... فلا بد للبيت القوي الرفيع من اب و ام رفيعين قويين حكيمين صابرين محبين...
فالزوج الحسن من كانت فيه خصائل حميدة و صفات سامية راقية. ليس المراد من ذلك أن يكون نزيها عن العيوب و الأخطاء ، أو أن يكون بريئا من الزلات و العثرات. بل المراد من كان مع كل ذلك يحاول أقصى جهده أن يدخل السرور في بيته و أهله. من كانت فرحتهم لديه أقوى بكثير من فرحته. من يسعى للتفاهم لا للتناقش.. من كان همه رفع أهله لا خفضهم. من لا يرضى بالمعاصي لنفسه و لا لأهله.. من يرى زوجته بأنها إنسانة مثله لها ما له و عليها ما عليه .. من يراها أمانة يجب أن يحافظ عليها و يرعاها و يكون مسؤولا عنها.
الزوج الصالح من واضب الصدق. من كان لأهله لينا رقيقا مسامحا كريما جواد. من تظهر حسناته لأهله قبل غيرهم . من يرى زوجته كرامته التي يجب أن يذوذ عنها و يحول بينها و بين كل مكروه يأتي نحوها. من كان سميعا بصيرا غير ديوث يتبع كل شئي..
الزوج الصالح من عرف أن الاحترام أولى من التخويف.. فمن احترمك حفظك و من خاف لا يرعاك عند غيابك.. الزوج الصالح من كانت عنده مع أهله منافسة في الخير و الطاعة لا في الدنيا و زخارف الأشياء.. الزوج الصالح من عرف حق الله و حق الوالدين و الزوجة و الأولاد ، وأعطى كل ذي حق حقه و لم يهمل أحدا..
الزوج الصالح من أوفى بما وعد و لم يحدث و لم يكذب . الزوج الصالح من ترفع و رفع أهله عن الرذائل و المنكرات و المخازي و جلسات الذنب و الهوان.. الزوج الصالح من أطاع و أطيع، و سمع و سمع، و لأن و اشتد في مواضعه..
الزوج الصالح من طلب العفو إذا أخطأ و عفا إذا أخطأ أهله.. الزوج الصالح من كان الصديق الوفي الصادق المصدوق لزوجته.. الزوج الصالح من كان القوة التي تفتخر بها زوجته، من كان لزوجته الهدوء إذا هاجت ، و الفرحة إذا غضبت ، و الدفء إذا مرضت ، و الأمان إذا خافت، و الحنان إذا رقت، و الصاحب إذا أسرت، و الناصح إذا شاورت، و المداعب إذا أرادت اللعب ، و المساعد في أمور البيت إذا تعبت ... الهش البش الذي يدخل السرور في قلبها و روحها و جنانها...
الزوج الصالح من لا يترافع عن شغل بيته من الطبخ و النظافة و غير ذألك... الزوج الصالح من أراد دخول الجنة بأهله و عاملهم كذلك...
المرأة خلقت من ضلع قد ينكسر و قد تقوى... و الزوج الصالح من قواها إذا ضعفت و جبرها إذ انكسرت و كان لها ودادا و رحمة و سكون..
أرجو الله أن يجعلني و كل من يقرأ هذا زوجا صالحا لنفسه و لأهله و للأمة.. زوجا صالحا تحمد زوجته الله على أن يجعلها في نصيبها و حصتها...
اللهم لا تجعلنا ممن يتعود منهم يا كريم يا منان...
و السلام
No comments:
Post a Comment
شكرا على التعليق