فا الهم إذا كان فيما يصلح للانسان في دنياه و آخرته ، فذاك ما ينشطه و يجعل من انسان ساذج طبيعي انسانا راىعا متفننا يسعى لإصلاح نفسه ثم لإصلاح غيره.
يفكر في مستقبله دون أن يضيع حاله و دون أن يضيع وقته في "ليت".يكون في تنافس دائم مع نفسه و مع من يعيش معهم . يكثر العبادة ، يشغل نفسه في هم الآخرة . يسعى لتحقيق مآربه و الوصول إلى بعينه.
لا يلهو و لا يلعب و لا يتاكسل و لا يتقاعد. بل يكون نشيط النفس ذو همة عالية و نفس طموح و عقل فائق سليم. لا يبالي بما سيقول عنه الناس و لا يشغل باله بالقيل و القال و غيبة الناس.
فمن كان همه ذاك فهو في نعمة ينبغي أن يحمد الله عليها.
و من كان همه الدنيا و نسي الآخرة ، و ضيع وقته في السعي و رآىها و الحزن عليها و جمعها دون أن يبالي بالحلا و الحرام و الخبيث و الطيب فيها ، فذاك الهالك المقتول بالهم و الغم و الحزن الدآىم... لأن الله يتركه و دنياه ، فلا يصيب منها إلا بما كتب له و ليس له في الآخرة من شئ. و قد يجره الهم الى الأنتحار و الكباىر .. فبئس ماانشغل به و بئس نسيانه..
على المرء أن يحرص و يسعى... و يجعل همه فيما فيه صلاحه.. و ألا فويل له و ويل لما يسعى إليه...